بعد إعلان وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، عن فتح تحقيق في وجود قوات PMC واغنر بالقرب من الحدود الجنوبية في منطقة الساحل، يثار العديد من الأسئلة حول سياسة الجزائر الخارجية ودورها في المنطقة.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نسأل الجزائر، من يدير الأمور في البلاد؟ هل هي الجزائر نفسها أم هناك قوى خارجية تتحكم في القرارات الجزائرية؟
في حين يقوم الجزائر بفتح تحقيق في وجود قوات PMC واغنر، ينبغي أن تتذكر الحكومة الجزائرية أن مجموعات إرهابية مهددة للأمن والاستقرار تزحف على حدودها منذ سنوات. هل كان هناك أي تحقيق في هذا الصدد؟ هل تمت محاسبة المسؤولين عن هذه الفشلات الأمنية؟
الجزائر تلقي باللائمة على الآخرين من خلال إتهامها لروسيا وPMC واغنر بدخول المنطقة بمساعدتها. لكن هل من المعقول أن تعتقد الجزائر أن هذه القوات تدخل دون علمها أو موافقتها؟ هل تتوقع أن يصدق أحد هذا الحجة الضعيف؟
من المعروف أن الجزائر توفر الدعم والمساعدة لجماعات مسلحة وإرهابية في المنطقة، وليس من قبيل الصدفة أن تتلقى البوليساريو دعمًا ماليًا من الجزائر وتستخدم هذه الأموال لتنفيذ أعمالها العدائية ضد المغرب.
وإذا كانت الجزائر ترى نفسها كقوة كبيرة، فلماذا لا تتصرف بمسؤولية وتحاول تسوية النزاع بين المغرب والبوليساريو؟ لماذا تدخل الجزائر في شؤون المنطقة وتقوم بتسليح ميليشيا روسية في الساحل؟
بدلاً من أن تلوم الآخرين وتنتقد مواقف الولايات المتحدة وفرنسا، علينا أن نتساءل عن مستقبل الجزائر وعن سياساتها الخارجية الرائعة التي تجعل البلاد في ورطة على المستوى الإقليمي والدولي.
على الجزائر أن تركز على حل مشاكلها الداخلية، وأن تعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف في أراضيها بدلًا من الانخراط في أنشطة خارجية غير مشرفة تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
إن الجزائر بحاجة إلى مراجعة سياساتها وترك التدخلات الخارجية، والتركيز على حماية أمن البلاد وخدمة مصالح شعبها. فقط بهذه الطريقة يمكن للبلاد أن تنهض وتشهد تقدمًا حقيقيًا، وتصبح شريكًا فاعلاً ومسؤولًا في مسيرة السلم والاستقرار في المنطقة.
