تحتضن العاصمة الفرنسية باريس، منذ يوم الجمعة 4 أبريل 2025، تظاهرة ثقافية مغربية استثنائية في ساحة سان ميشيل الشهيرة، حيث تتحول الساحة إلى “قطعة صغيرة من المغرب” بكل ما تحمله من ألوان، روائح، وأصوات تروي قصة تراث عريق. هذه التظاهرة، التي تنظمها القنصلية العامة للمملكة المغربية بباريس بالشراكة مع بلدية الدائرة السادسة لباريس ، تهدف إلى التعريف بتنوع الثقافة المغربية وتقوية أواصر الصداقة بين المغرب وفرنسا .
انطلقت الأيام الثقافية المغربية بأجواء احتفالية مهيبة، حضرها سفيرة المغرب في فرنسا سميرة سيطايل، والقنصل العام ندى البقالي الحسني، ورئيس بلدية الدائرة السادسة جان بيير لوكوك. زينت الساحة بألوان العلم المغربي، وانتشرت فيها أروقة تعرض الصناعة التقليدية من زليج وزرابي وفضيات، إلى جانب أطباق المأكولات المغربية الشهية مثل الكسكس والطاجين، التي جذبت آلاف الزوار من المغاربة والفرنسيين على حد سواء .
وفي كلمتها، أعربت السفيرة سيطايل عن فخرها بهذا الحدث، مؤكدة أنه “يعكس الهوية المغربية بكل تنوعها”، بينما أشاد لوكوك بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وكشف عن مشروع افتتاح “المركز الثقافي المغربي بباريس” العام المقبل قرب ساحة سان ميشيل .
لكن الحدث الأبرز كان يوم “دورة العمارية “، الذي عمت فيه الساحة بأجواء الأفراح التقليدية. قدمت دورة عمارية مغربية حية، عرضاً مبهراً جمع بين القفطان المغربي الأصيل، والإيقاعات الشجية للصلاة والسلام على النبي. العروسة المغربية، التي ظهرت بحجابها المحتشم .
الجالية المغربية توافدت بأعداد كبيرة، مصحوبة بفضول السياح والباريسيين الذين انبهروا برقي التقاليد المغربية .
تواصل الفعاليات نجاحها يومياً حتى 13 أبريل، حيث يتوافد الزوار لتجربة ورشات الطبخ، الحرف اليدوية، والحفلات الموسيقية. القنصل العام ندى البقالي أكدت أن هذا النجاح “ثمرة تعاون الجالية المغربية المتمسكة بأصولها”، بينما عبر المشاركون عن أملهم في أن تصبح هذه الأيام تقليداً سنوياً يعزز الحوار الثقافي .
هكذا، تتحول ساحة سان ميشيل إلى جسر ثقافي، يذكر الباريسيين بأن المغرب، بأصالته وانفتاحه، يبقى شريكاً لا غنى عنه في بناء عالم متعدد الثقافات.