تسعى أوروبا إلى تأمين إمدادات جديدة من اليورانيوم في ظل تزايد الطلب على هذا المعدن الحيوي في صناعة الطاقة النووية، رغم تعقيدات الوضع السياسي والاقتصادي في النيجر. ورغم الحظر الذي فرضته الشركات الفرنسية على استيراد اليورانيوم من النيجر، تتطلع دول أوروبية للاستفادة من مصادر أخرى، حيث تم الإعلان عن اتفاقات مع شركة Global Atomic، وهي شركة للطاقة النووية مقرها في أوروبا، للحصول على اليورانيوم من هذا البلد الإفريقي.
اتفاق مع شركة Global Atomic للحصول على 120 طنًا سنويًا
وفقًا للتفاصيل التي كشفت عنها تقارير دولية، من المتوقع أن تقوم شركة Global Atomic بشراء 120 طنًا من اليورانيوم سنويًا من النيجر ابتداءً من عام 2026، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وتعتبر هذه الصفقة جزءًا من سعي أوروبا لتعويض نقص إمدادات اليورانيوم، الذي يُستخدم بشكل أساسي في توليد الطاقة النووية، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على هذه الطاقة كبديل للطاقة التقليدية.
يعتبر منجم “داسا” في النيجر من المصادر الرئيسية التي ستزود الأسواق العالمية باليورانيوم في المستقبل القريب. وفقًا لدراسة جدوى أُجريت في عام 2024، من المتوقع أن ينتج منجم داسا حوالي 3,000 طن من اليورانيوم على مدى السنوات المتبقية من عمره، والذي يُقدّر بحوالي 23 عامًا. هذا يعني أن النيجر سيلعب دورًا حيويًا في تلبية احتياجات الطاقة النووية العالمية، على الرغم من الأزمات السياسية التي تعيشها البلاد منذ فترة.
في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا لتأمين إمدادات مستقرة من اليورانيوم، تواجه بعض التحديات المرتبطة بالعلاقات السياسية مع النيجر، خاصة بعد الانقلاب الذي وقع في البلد في عام 2023، والذي أدى إلى قطع العلاقات مع فرنسا، أكبر مستورد لليورانيوم النيجري. الحظر الفرنسي المفروض على استيراد اليورانيوم من النيجر قد خلق فراغًا في السوق، مما دفع الشركات الأوروبية الأخرى مثل Global Atomic إلى استكشاف فرص للحصول على اليورانيوم من هذا المصدر الهام.
ورغم الحظر الفرنسي، تبدو الشركات الأوروبية مستعدة للذهاب في اتجاهات جديدة لضمان تأمين إمدادات الطاقة النووية في المستقبل. هذا التوجه يعكس تحولًا في سياسات الطاقة في أوروبا، التي تتجه نحو مصادر طاقة أكثر استدامة ومتجددة، لكن مع الاحتفاظ بحاجتها الحيوية للطاقة النووية، التي لا تزال تعتبر خيارًا مهمًا لتلبية احتياجاتها من الكهرباء.
يبدو أن مستقبل استخراج اليورانيوم من النيجر يحمل فرصًا وتحديات في آن واحد. في حين أن أوروبا تسعى جاهدة لتأمين إمدادات من هذا المعدن الحيوي رغم الحظر الفرنسي، يبقى السؤال حول كيفية تأثير هذا التحول في العلاقات الدولية على استقرار السوق العالمية لليورانيوم. من الواضح أن النيجر سيظل لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال، مع وجود شركاء جدد مستعدين لاستثمار موارده الطبيعية لضمان أمن الطاقة في المستقبل.