أفاد المنتدى الداعم للمنفصلين في تيندوف (Forsatin) أن المخيمات في تيندوف تعيش في الآونة الأخيرة حالة من الفوضى التامة، مما يكشف عن انهيار النظام الأمني الذي تديره ميليشيات جبهة البوليساريو. هذا المنتدى، الذي يعنى بتوثيق الأوضاع في المنطقة، نشر عبر صفحته على موقع “فيسبوك” تقريرًا يكشف عن جرائم فظيعة وارتفاع وتيرة القمع والظلم في المخيمات، الأمر الذي يسلط الضوء على التدهور المستمر في الوضع الأمني والاجتماعي هناك.
وفقًا للمنتدى، فقد شهدت المخيمات هذا الأسبوع سلسلة من الاعتداءات الوحشية، حيث تعرضت إحدى الأسر في منطقة أغوينيت في مخيم أوسرد لهجوم من قبل عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو. اقتحم المسلحون خيمة الأسرة، واعتدوا بالضرب على النساء بوحشية. إحدى النساء تعرضت لكسر في الفك، وأخرى أصيبت بجروح خطيرة في بطنها، بينما تم اختطاف الرجال وإبعادهم إلى مكان مجهول.
المنتدى أشار إلى أن هذا الهجوم لم يتم تفسيره من قبل ميليشيات البوليساريو، وقد يكون مجرد عرض للقوة من قبل هذه الجماعات المسلحة، التي تواصل استخدام العنف للتسلط على المدنيين، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي.
في حادثة أخرى داخل مخيمات تيندوف، تم إحراق شاحنة تعود لإحدى العائلات من رابوني، مما يُعتقد أنه عمل انتقامي من قبل أفراد مجهولين. يبدو أن هذا العمل جاء نتيجة نزاع شخصي في بيئة يسودها الشعور بعدم الأمان وروح الانتقام بين السكان المحليين.
كما تم اختطاف رجل مسن من قبل مجموعة مسلحة بسبب نزاع على شحنة كانت قد نشأت بين ابنه وعصابة إجرامية. الرجل تم نقله إلى منطقة “بير أم غرين”، حيث تم تصويره في فيديو وهو محاط بأفراد مسلحين ومقنعين، بينما كان يطلب من أسرته دفع ما تطلبه العصابة مقابل إنقاذ حياته.
يُظهر منتدى “Forsatin” أن هذه الحوادث ليست مجرد أحداث معزولة، بل هي انعكاس للانهيار الكامل في النظام الأمني داخل المخيمات، حيث أصبحت الحياة اليومية مليئة بالجرائم والعنف. ويُعتبر هذا الوضع تعبيرًا عن الفوضى التي تعيشها المخيمات.
ورغم هذه الانتهاكات الخطيرة التي تحدث في المخيمات، تبقى السلطات الجزائرية في حالة من الصمت المريب، حيث تتجاهل ما يحدث في تيندوف وكأنها لا تتحمل مسؤولية حماية هؤلاء المدنيين. وهذا الصمت يُعتبر تواطؤًا ضمنيًا من السلطات الجزائرية، التي تترك المخيمات رهينة للميليشيات التابعة للبوليساريو، بينما تتزايد ممارسات القمع والظلم في تلك الأراضي.
بدلاً من اتخاذ إجراءات لحماية السكان وضمان الأمن في المخيمات، تواصل السلطات الجزائرية تجاهل معاناتهم وتتركهم فريسة سهلة لممارسات القمع والظلم من قبل هذه الجماعات المسلحة، التي تستخدم قوتها لتثبيت هيمنتها على السكان.
تشير هذه الأحداث إلى أن مخيمات تيندوف أصبحت بمثابة ساحة معركة بين المليشيات المسلحة، حيث يعاني المدنيون الأبرياء من ويلات العنف والظلم المستمرين. إن انهيار النظام الأمني في المنطقة يُظهر بشكل واضح الفشل الكبير في إدارة هذه المخيمات، ويكشف عن حالة من التدهور الاجتماعي والسياسي في الأراضي التي يفترض أن تكون ملاذًا للاجئين. وفي غياب أي تدخل من المجتمع الدولي أو السلطات الجزائرية، يبقى الوضع في تيندوف محكومًا بالفوضى والانفلات الأمني، مع غياب كامل للحماية القانونية للمدنيين.