24 C
Dakhla
الأحد, فبراير 16, 2025
spot_img
الرئيسيةالمغربمجتمعأهم التعديلات في مدونة الأسرة : قوانين صادمة لداعمي البيدو-فيليا تحت غطاء...

أهم التعديلات في مدونة الأسرة : قوانين صادمة لداعمي البيدو-فيليا تحت غطاء الدين

يستعد المغرب لإجراء مراجعة شاملة لمدونة الأسرة، وهو مجموعة من القوانين التي تنظم العلاقات الأسرية ووضع الأفراد داخل الأسرة. تهدف التعديلات المقترحة إلى تعزيز حقوق المرأة، وحماية الأطفال، وتحديث بعض الممارسات بما يتماشى مع المتطلبات المعاصرة، مع احترام المبادئ الأساسية للمجتمع المغربي. من بين التدابير الأكثر أهمية التي تتضمنها المراجعة، هناك تغييرات كبيرة تتعلق بزواج الفتيات، والتعدد، وحضانة الأطفال، والإرث داخل الأسرة.

حظر زواج الفتيات تحت سن الـ 18 عامًا

من بين الإصلاحات المنتظرة، يأتي تعديل الحد الأدنى لسن الزواج. سيتم حظر زواج الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عامًا بشكل رسمي، مما ينهي الحد الحالي الذي كان محددًا عند 16 عامًا. يشكل هذا القرار تقدمًا كبيرًا في حماية حقوق الفتيات ومكافحة زواج القاصرات، وهي ممارسة لا تزال موجودة في بعض المناطق رغم تراجعها. ومع ذلك، سيتم السماح بوجود استثناءات تتيح الزواج عند سن 17 عامًا، ولكن فقط في حالات “استثنائية” ووفقًا لضوابط قانونية صارمة. تهدف هذه التعديلات إلى حماية صحة ورفاهية الفتيات من خلال منحهن المزيد من الوقت لإتمام دراستهن واكتساب الاستقلال الاقتصادي قبل الإقدام على الزواج.

التعدد: شروط مشددة لممارسة منضبطة

فيما يتعلق بالتعدد، لا تنوي المراجعة حظر هذه الممارسة تمامًا، لكنها ستفرض شروطًا أكثر صرامة لممارستها. ففي المستقبل، بجانب موافقة الزوجة الأولى بشكل صريح، سيكون من الممكن التعدد فقط في حال ثبت عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب. تهدف هذه التعديلات إلى الحد من ظاهرة التعدد وضبطها بشكل أكبر، مع ضمان أن يتم استخدام هذه الممارسة فقط في حالات استثنائية وفي إطار يحمي حقوق النساء والأطفال.

حضانة الأطفال: حماية حقوق الأم المطلقة

تتعلق إحدى التعديلات المهمة بحضانة الأطفال في حال حدوث الطلاق. تنص المراجعة على أن الأم المطلقة ستظل تحتفظ بحضانة أطفالها حتى في حال زواجها مرة أخرى. تهدف هذه التدابير إلى الحفاظ على الرابط العاطفي بين الأم وأطفالها وضمان استقرارهم النفسي والعاطفي بعد الطلاق. علاوة على ذلك، ستستفيد الأم من الوصاية القانونية على الأطفال، مما يعزز دورها في اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بتعليمهم وحياتهم بشكل عام.

الإرث والبيت الزوجي: مراجعة لتجنب النزاعات

إحدى التعديلات المهمة الأخرى تتعلق بالإرث المتعلق بالبيت الزوجي. في حال وفاة أحد الزوجين، لن يُسمح لأحد من خارج الزوجين بالبقاء أو المشاركة في المنزل الزوجي. وهذا يعني أن المنزل الذي كان مسكنًا للزوجين سيبقى ملكًا للزوج الباقي على قيد الحياة ولن يُطالب به أفراد الأسرة الآخرين، بما في ذلك في حالة وفاة أحد الزوجين. تهدف هذه التعديلات إلى الحفاظ على استقرار الأسرة وتجنب النزاعات العائلية المتعلقة بالميراث، مع ضمان أن يتمكن الزوج الباقي من العيش في المنزل دون أي ضغط خارجي.

تحول في مفهوم الأسرة المغربية

تأتي هذه التعديلات على مدونة الأسرة بعد أكثر من عشرين عامًا من تطبيق النسخة الحالية، وهي تعكس إرادة المغرب في تحديث قوانينه الأسرية بما يتماشى مع القيم الثقافية والدينية للمملكة. تهدف هذه التعديلات إلى ضمان حقوق متساوية للنساء والرجال، وتعزيز حماية الأطفال، وتعزيز التناغم الأسري.

عملية المراجعة لا تقتصر على تعديلات قانونية فقط، بل تعكس أيضًا تطورًا في المفاهيم والطريقة التي ينظر بها المجتمع المغربي إلى الأسرة. الحكومة، بدعم من مختلف الفاعلين الاجتماعيين والدينيين، تقوم بتنفيذ إصلاحات تقدمية تندرج ضمن إطار حقوق الإنسان والالتزامات الدولية للمغرب.

هذه التعديلات الجديدة، حالما يتم التصديق عليها وتنفيذها، سيكون لها تأثير عميق على الممارسات الاجتماعية والأسرية في البلاد، مما يسهم في خلق مجتمع أكثر مساواة وعدلاً واحترامًا للحقوق الفردية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات