شهدت المدينة القديمة في الدار البيضاء هدم عدد كبير من المباني التاريخية ليتسنى تنفيذ المشروع الطموح “المحج الملكي”. يهدف هذا المشروع إلى تحويل هذه المنطقة الشهيرة إلى وجهة سياحية عالمية، مع الحفاظ على التراث الثقافي المغربي.
يُصمم مشروع المحج الملكي ليشمل مجموعة متنوعة من المرافق العامة. سيتم إدراج حدائق خضراء وساحات عامة في المشهد الحضري، مما يوفر مساحات للاسترخاء للسكان والزوار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم بناء عدة مباني سكنية مستوحاة من الطراز التقليدي المغربي، مما يعزز الهوية الثقافية للمدينة.
كما يُخطط لتوسيع المعرض الدولي في الدار البيضاء، مما يجعله ركيزة مركزية في revitalization المدينة القديمة. يهدف هذا التطوير إلى جذب السياح، بالإضافة إلى تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل وتحسين البنية التحتية.
على الرغم من أن المشروع كان متوقفًا لعدة سنوات، فإن جهودًا جديدة بُذلت مؤخرًا لإعادته إلى الحياة، مع هدف الانتهاء منه بحلول عام 2030. يراهن المسؤولون المحليون على تحسين البنية التحتية وتطوير الأسواق التقليدية، مثل سوق باب مراكش، لتعزيز جاذبية المدينة القديمة.
ومع ذلك، فإن هدم المباني القديمة في مناطق مثل درب المعز ودرب السنغال يثير قلق المدافعين عن التراث. هذه الهدم، رغم أنها ضرورية للمشروع، تطرح تساؤلات حول الحفاظ على الهوية التاريخية للمدينة.
لتعويض خسارة بعض المباني التاريخية، يُنفذ برنامج للترميم. تلتزم السلطات باستعادة وإعادة طلاء المباني التاريخية المتبقية للحفاظ على طابعها الأصيل. تهدف هذه المبادرة إلى الجمع بين الحداثة والتقليد، مما يخلق توازنًا بين التنمية الحضرية والحفاظ على التراث.
يمثل مشروع المحج الملكي فرصة فريدة لإحياء المدينة القديمة في الدار البيضاء مع الحفاظ على تراثها الثقافي. على الرغم من التحديات والجدل المرتبط بالهدم، يمتلك هذا المشروع القدرة على جذب زوار جدد وتعزيز الاقتصاد المحلي. مع تحول المدينة، سيكون من الضروري إيجاد توازن بين التقدم والحفاظ، لضمان استمرار تألق الدار البيضاء كمنارة للثقافة والتاريخ في المغرب.