يثير استقبال موريتانيا لزعيم “البوليساريو” ابراهيم غالي جدلاً واسعًا في المنطقة، خصوصًا في ظلّ تجاهل المغرب لهذا الحدث. بينما يرى البعض هذا التصرف كَتَنازلٍ من طرف المغرب، يُشير خبراء آخرون إلى أنّها جزء من لعبة سياسية مُعقدة تتطلب تحليلًا دقيقًا لفهم الظروف والمصالح المُتداخلة.
الخطوط السريّة والمشاريع الاستراتيجية:
يُرجح بعض المراقبين وجود تنسيقٍ سريٍّ بين المغرب وموريتانيا يُهدف إلى تحقيق أهدافٍ كبرى منها خط أنبوب الغاز نيجيريا المغرب الاستراتيجي. ويُفسّر هذا التنسيق تَجاهُلُ المغرب لِمُبادرة موريتانيا، كونهُ يُدركُ الضغوط التي تُمارسُ على موريتانيا من قِبَلِ الجزائر في موضوع الصحراء المغربية.
ضبط النفس ومواجهة الضغوط:
يُشير المُحللون إلى أنَّ المغرب مُطالَبٌ بِضَبطِ النفسِ في مُواجهة الضغوط الجزائرية، وأنَّ موريتانيا مُطالَبَةٌ بِمداهنة الجزائر في موضوع الصحراء المغربية لِتجنّب التصعيد. ويُؤكِّدُ المُحللون أنَّ موريتانيا تَدركُ السمّ الجزائري وتُحاولُ التَعامل معه بِذكاءٍ مُحافظَةً على مصالحها مع المغرب.
التعاون المستمر والتحديات المُشتركَة:
يُؤكد المُحللون على وجود تعاونٍ وثيقٍ بين المغرب وموريتانيا، وذلك على مستوى الِاستِخبارات والأمن والسياسة. وتُجسِّد مشاريعُ كبرى مثل أنبوب الغاز النيجيري المغربي والِاطلالة الأطلسية لدول الساحل هذا التعاون. وتُعَدُّ هذه المشاريع مُهمة لِمُواجهة التأثير الجزائري في المنطقة وتعزيز الِاقتصاد المغربي والموريتاني.
موريتانيا بين الفوز والحياد:
تَسعى موريتانيا إلى التَفاوض مع الجزائر دون التَنازُل عن مصالحها مع المغرب. وَتَستَغلُّ موريتانيا الِدعم الجزائري لِتَحقيقِ أهدافها الاقتصادية مع المغرب، مُستَفيدة من مشروع أنبوب الغاز والِاطلالة الأطلسية لِتَعزيز اقتصادها وَتَطويرِ بِنيتها التحتية.
تُشير التحليلات إلى أنَّ موريتانيا تَسعى إلى التَوازن بين الِضغوط الجزائرية وَالمصالح المشتركَة مع المغرب. ويُمكن تَوصيف علاقة البلدين بِأنَّها علاقة استراتيجية تُبنى على التعاون السري ومُواجهة التحديات الإقليمية بِذكاءٍ وحَذرٍ.