“الله يرحمنا في هذا الصيف، فالوضعية جد صعبة”، هكذا بدأ محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في بسط وضعية مياه السقي بالمغرب في ظل الجفاف، والتي رسمت الأرقام على لسانه صورة “مقلقة”.
وكشف صديقي، في معرض جوابه عن أسئلة المستشارين، خلال جلسة للأسئلة الشفهية، اليوم الثلاثاء، أن “الموسم الفلاحي الحالي يمر في وضعية جفاف حادة، ولا تزال صعبة للغاية، ومستمرة منذ سنوات، بسبب الاختلالات المناخية؛ ما جعل نسبة ملء السدود حاليا الموجهة إلى الفلاحة في حدود 3.89 مليار متر مكعب، أي 28 في المائة”.
هذه الأرقام تظهر حجم الأزمة التي يواجهها المغرب في قطاع المياه، خاصة في ظل تراجع معدلات هطول الأمطار والجفاف المستمر الذي يضرب البلاد منذ سنوات. وتعد هذه الأزمة تحديا كبيرا أمام الحكومة المغربية، التي تسعى جاهدة لإيجاد حلول لها، من خلال تعزيز استراتيجية التدبير المندمج للمياه، والاستثمار في مشاريع السدود والمحطات التحلية.
ويؤكد الخبراء أن التغير المناخي هو السبب الرئيسي وراء تفاقم أزمة المياه في المغرب، حيث أدت التقلبات المناخية إلى انخفاض ملحوظ في معدلات هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، مما أثر سلبا على المخزون المائي للبلاد. وهذا يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع هذه الآثار، والحفاظ على المياه كموارد حيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
