تشهد الصحراء المغربية تعزيزًا كبيرًا لحضور القوات المسلحة المغربية في مناطق مهمة مثل أوسرد و المحبس . يأتي هذا النشاط العسكري كجزء من استراتيجية المغرب لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تم نشر تشكيلات عسكرية متنوعة في هذه المناطق، بما في ذلك الدبابات “أبرامز” القوية ومدافع الهاون المتحركة ومركبات الاستجابة السريعة. تهدف هذه القوات إلى تعزيز قدرات الجيش المغربي وتحقيق التفوق العسكري في المنطقة.
من المعروف أن جماعة البوليساريو، التي تعتبرها المغرب ومجتمع الأمم المتحدة جماعة إرهابية، أعلنت “الحرب” على المغرب في ديسمبر 2020. وذلك ردًا على تدخل القوات المسلحة المغربية لاستعادة حركة المرور عبر ممر الكركرات الحدودي. ومع مرور أكثر من ثلاث سنوات من الصراع، لم تَحَقِّق جماعة البوليساريو أي انتصارات على الأرض، وتفقد تدريجيًا تواجدها في المنطقة العازلة.
تُعَد الخطوة الحالية لتعزيز حضور القوات المسلحة المغربية في الصحراء المغربية رسالة قوية من المغرب، تؤكد على التزامه بالحفاظ على سيادته وأمنه الوطني في المنطقة. وتعكس أيضًا قدرته على توفير الاستقرار وحماية حدوده من أي تهديدات.
من المهم أن نذكر أن القوات المسلحة المغربية تعمل تحت إشراف المينورسو (البعثة الأممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية)، وهي المهمة التي تتولى مراقبة الوضع وتنفيذ خطة السلام المعتمدة من قبل الأمم المتحدة.
باستمرار تعزيز الحضور العسكري في الصحراء المغربية، يتعزز الشعور بالأمان والثقة في المنطقة ويمكن للمغرب أن يسهم بشكل فعال في تحقيق الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة.
إن التزام المغرب بالأمن والاستقرار في الصحراء المغربية هو جزء من رؤيته الاستراتيجية لتحقيق التقدم والتنمية في الالمنطقة. تعزز القوات المسلحة المغربية قدرتها الدفاعية والردعية، وتعزيز الجاهزية العسكرية للتصدي لأي تهديدات تستهدف الأمن والسلام في المنطقة.
تُعَد هذه الخطوة من المغرب استراتيجية حكيمة للحفاظ على الاستقرار ومكافحة التهديدات الإرهابية والتطرف في الصحراء المغربية. فالأمن والاستقرار يشكلان الأساس لتحقيق التنمية والازدهار الشامل في المنطقة، ويساهمان في جذب الاستثمار وتعزيز فرص العمل والرفاهية للشعب المغربي والمجتمع المحلي في الصحراء.
من المهم أن يستمر التعاون والتنسيق بين المغرب والمجتمع الدولي، وبخاصة الأمم المتحدة، لتعزيز السلام والاستقرار في الصحراء المغربية. يجب أن تتواصل الجهود الدبلوماسية والحوار البناء لإيجاد حل سياسي للنزاع المستمر، يحقق تطلعات جميع الأطراف ويضمن حقوق السكان المحليين.
في النهاية، يظل التأكيد على الأمن والاستقرار في الصحراء المغربية مسؤولية مشتركة بين المغرب والمجتمع الدولي. إن الاستثمار في الأمن وتعزيز الجاهزية العسكرية يعكس التزام المغرب بتحقيق التنمية المستدامة والسلام الشامل في المنطقة، ويؤكد على دوره الفاعل في تعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي.