كشفت نتائج استطلاع أجرته منصة “ستاتيستا” الألمانية المتخصصة في الإحصائيات عن حقيقة مهمة حول الإيمان والمعتقد في العالم، وتحديداً فيما يتعلق بمدى التزام الدول بالدين أو انخراطها في مسلسل العلمانية. ومن بين الدول التي شملها الاستطلاع، تألقت المملكة المغربية كواحدة من الدول التي تتمتع بتشبث قوي بالدين.
تصنف المملكة المغربية، إلى جانب مصر، ضمن الدول التي يتراوح فيها مستوى التدين ما بين 80 في المائة و99 في المائة. يعكس هذا التصنيف الارتباط العميق للمغاربة بالقيم والتقاليد الدينية، وتعزيز الأخلاق والقيم الإسلامية في المجتمع.
منذ الأزمنة القديمة، كان للدين الإسلامي دورًا هامًا في شكل المجتمع المغربي. ومن خلال التاريخ العريق والتقاليد الثقافية العميقة، احتفظ المغاربة بروح التسامح والتعايش بين الأديان المختلفة. وتظهر هذه القيم في الحياة اليومية للمغاربة، حيث يتبنون قيم التسامح والاحترام المتبادل في التعامل مع بعضهم البعض.
ومع ذلك، يشهد المغرب أيضًا توازنًا بين العقلانية والتقاليد. فعلى الرغم من التزام الشعب المغربي بالقيم والتقاليد الدينية، إلا أن الدولة تولي أهمية كبيرة للتطور والتحديث في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد. تسعى المملكة المغربية إلى تحقيق التوازن بين العقلانية والتقاليد، وذلك من خلال تعزيز الثقافة والعلوم وتطوير المؤسسات التعليمية والبحثية.
بفضل هذا التوازن، يعتبر المغرب نموذجًا للدولة الديمقراطية الإسلامية التي تحترم حقوق الإنسان وتشجع على الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة. تعكس هذه الخصوصية الثقافية والدينية للمغرب جاذبية البلد كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
في النهاية، يجب أن نحترم تعددية الثقافات والأديان في العالم، وندرك أن هناك تنوعًا في مدى التزام الدول بالدين وتبنيها للعلمانية. يعد الاستطلاع الذي أجرته منصة “ستاتيستا” فرصة لفهم الدين والإيمان في سياق العالم المعاصر، ويساعدنا على توثيق التغيرات والتحولات التي تشهدها المجتمعات.
