عقدت اليوم في الرباط اجتماعات مهمة بين وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، ووزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. يأتي هذا الاجتماع في إطار توطيد وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، ويركز بشكل خاص على الشراكة الثنائية وتعاون البلدين في مجالات الصناعة والبنية التحتية.
تؤكد هذه المباحثات الاهتمام الاستراتيجي الذي يوليه كل من المغرب والصين لتعزيز التعاون الثنائي. وقد أكد وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، خلال الاجتماع أن التعاون بين البلدين يشهد زخمًا مهمًا وديناميكية عالية، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع المشتركة في مختلف القطاعات، ولا سيما في مجالات الصناعة والبنية التحتية.
وتشهد المبادلات التجارية بين المغرب والصين نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت بنسبة تزيد عن 50 في المائة، مما يجعل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب وشريكها الأول في آسيا. وقد بلغ حجم المبادلات الإجمالي 7.6 مليار دولار في عام 2022. كما تشهد الاستثمارات الصينية في المغرب نموًا ملحوظًا، حيث بلغت أكثر من 56 مليون دولار في عام 2022، وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات الصناعة والأشغال الكبرى والنقل والعقارات والطاقة والمعادن.
وفي ضوء الإمكانات المتاحة، أشار وزير الصناعة والتجارة المغربي إلى ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين بشكل مبتكر ومنسق، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة التي تم تحديدها في الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين البلدين في عام 2016.
وفي هذا السياق، تم استعراض الفرص المهمة المتاحة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وخاصة في إطار منطقة التبادل الحر القارية الالأفريقية (AfCFTA) التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2021. تعتبر هذه المنطقة فرصة هامة للمغرب والصين لتوسيع نطاق التجارة والاستثمارات في القارة الأفريقية.
ومن بين المجالات المحتملة للتعاون بين المغرب والصين، يمكن ذكر قطاع الصناعة، حيث يمكن للصين أن تقدم خبرتها الهائلة في مجال التصنيع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمساعدة في تطوير قطاع الصناعة المغربي. كما يمكن للصين أن تستفيد من موقع المغرب كمركز للتصنيع والتصدير إلى السوق الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية، مثل مشاريع الطرق والسكك الحديدية والموانئ، حيث تمتلك الصين خبرة كبيرة في هذه المجالات وقد قامت بتنفيذ مشاريع مماثلة في العديد من البلدان.
علاوة على ذلك، يمكن تعزيز التعاون في مجال السياحة، حيث يعتبر المغرب وجهة سياحية مشهورة ومحبوبة للسياح الصينيين. يمكن تبادل الخبرات والمعرفة في مجال السياحة وتعزيز التسويق المشترك لجذب المزيد من السياح الصينيين إلى المغرب.
لتعزيز هذه العلاقة التجارية والاقتصادية، يجب تعزيز التواصل وتبادل المعلومات بين الشركات والمؤسسات التجارية في البلدين. يجب أيضًا تسهيل إجراءات التجارة والاستثمار وتوفير بيئة تشجع على الأعمال التجارية المشتركة.
بشكل عام، تعد تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب والصين فرصة هامة لكلا البلدين للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية والتجارية المتاحة. من خلال توطيد الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون في مجالات متنوعة، يمكن تحقيق مزيد من التقدم والازدهار للبلدين وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية في المنطقة.
