في قمة “إيطاليا-إفريقيا.. جسر للنمو المشترك” التي افتتحت في روما اليوم، شارك رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش ممثلاً لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. تحدثت رئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيا ميلوني، في كلمتها عن الإمكانات الكبيرة للقارة الإفريقية وأهمية توجيه العالم نحوها.
تعتمد إيطاليا في رؤيتها للتعاون مع القارة الإفريقية على “خطة ماتيي” التي تعد أرضية فعالة للتعاون بين البلدين وتعزز مبدأ التكافؤ. هدف إيطاليا هو خلق ظروف مناسبة للشباب الإفريقي للعيش والازدهار في بلدانهم دون الحاجة إلى الهجرة غير الشرعية.
تعتبر إفريقيا أيضًا أولوية للسياسة الخارجية الإيطالية، حيث تسعى إلى بناء شراكة مثمرة مع القارة السمراء على أساس المصلحة المتبادلة. تطمح إيطاليا لأن تصبح إفريقيا لاعباً رئيسياً في الأجندة الدولية، وتركز على مجالات مثل الفلاحة والطاقات المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة.
من جانبه، أشاد رئيس الاتحاد الإفريقي بدعم إيطاليا الفعَّال للبلدان الإفريقية خلال جائحة كوفيد-19 وأعرب عن آمال القارة في ترؤس إيطاليا لمجموعة السبع في العام 2024، حيث يمكنها أن تسهم في تعزيز الاستثمارات والبنية التحتية للدول ضعيفة الدخل.
إن إفريقيا تواجه العديد من التحديات في المجالات الاقتصادية والأمنية والمناخية، وتعد “خطة ماتيي” نموذجًا فعَّالًا يجسد رغبة أوروبا في دعم القارة السمراء بشكل ملموس.
تأتي قمة “إيطاليا-إفريقيا” كفرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وستتناول خمسة مواضيع رئيسية هي التعاون والتنمية الاقتصادية، والثقافة والتعليم، وتدفقات الهجرة ومكافحة الإرهاب، والأمن الغذائي والطاقة.
الدعم الإيطالي للدول الإفريقية يعكس الاعتراف بأهمية هذه العلاقة وضرورة إثرائها بمبادرات ملموسة. وبهذا الروح الشراكة بين الطرفين، تعتبر هذه القمة مناسبة لتبادل الأفكار والتحديات المشتركة وترجمتها إلى مبادرات عملية.
باختصار، فإن قمة “إيطاليا-إفريقيا” تمثل خطوة مهمة في مسار التعاون بين البلدين وفرصة لبناء جسر من أجل النمو المشترك وتحقيق استقرار القارة الإفريقية وإيطاليا على حد سواء.