تسلط الأضواء على الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام ضوءًا متزايدًا على دور المؤثرين وأثرهم في المجتمع. تمتلئ الساحات الرقمية بشخصيات مؤثرة تسعى لنشر رسالتها والتأثير على الآخرين. في هذا السياق، نرصد اختلافًا واضحًا بين المؤثرين الذين يسعون لنشر الوعي والتعايش الثقافي، وبين الذين يستخدمون منصاتهم بطرق تثير الجدل والانقسام.
تتجلى هذه الفكرة عندما ننظر إلى حادثة المؤثرة الجزائرية صوفيا بولمان، التي ذهبت إلى ساحل العاج لتغطية أحداث كأس أمم إفريقيا. قامت بولمان بانتقاد البلد ووصفه بالعصر الحجري، كما أشارت إلى أن الجزائر تفوقت عليه في جميع الجوانب بمئات الدرجات، كما وصفت الإيفواريين بألوانهم السمراء بطريقة مهينة. هذا التصرف الجدلي تسبب في طردها من ساحل العاج بصفة نهائية.
إلى جانب ذلك، نجد أمثلة إيجابية لمؤثرين مغاربة يساهمون في بناء جسور التفاهم الثقافي والتعايش السلمي. يتميز هؤلاء المؤثرون بمبادراتهم الإنسانية وأعمال الخير التي يقومون بها. على سبيل المثال، قدموا تبرعات مالية ومواد غذائية أساسية لصالح الأطفال المهمشين والمحتاجين. قد قاموا أيضًا بتنظيم حملات إغاثة للمحتاجين وتوزيع المواد الغذائية على نطاق واسع.
لا يقتصر العطاء المغربي على الجوانب المادية فقط، بل يتجلى أيضًا في التعاون والتواصل الفعّال مع الشعب. يعكس هؤلاء المؤثرون الروح الحضارية والتسامح التي تميز المجتمع المغربي، حيث يسعون جاهدين لتعزيز التفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة.
من المهم أن نفهم أن دور المؤثرين الاجتماعيين يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. فهم يحملرسالة قوية ومسؤولية تجاه المجتمعات التي يتفاعلون معها. يجب على المؤثرين أن يدركوا قوة منصاتهم وتأثيرهم على الجمهور، وأن يستخدموا هذه القوة بحكمة ومسؤولية.
في نهاية المطاف، يجب أن يكون للمؤثرين دور إيجابي في المجتمعات التي يعملون فيها، وأن يسعوا للتفاهم والتعايش السلمي وبناء جسور التواصل والتعاون بين الثقافات المختلفة. هذا هو السبيل لتحقيق تأثير حقيقي وإيجابي على المجتمعات وخدمة الصالح العام