اليوم ستأخذنا رحلتنا الصحفية إلى أجواء مدينة ارفود، حيث وجدنا حقلاً من الجواهر الثقافية والفنية تحتضنه صحراء المدينة المذهلة.
توجبت علينا عبور الرمال والصحاري وتسلق الصخور الوعرة لنصل إلى قصر أولاد امبارك، هذا الأثر التاريخي الساحر الذي يجمع بين التراث والثقافة والسياحة، ولا يمكننا أن نتجاهل مجموعته الثمينة من التحف النادرة التي تأخذنا في رحلة للعودة إلى الماضي.
ولكن، هناك أمر آخر شد انتباهنا في هذه المنطقة الجميلة، نبل الأخلاق والابتسامة الرقيقة وكرم الضيافة الموسيقار والفلاح والأديب الجزال هشام بركات. هشام بركات، الرجل الذي يجمع بين الموسيقى العربية والغربية بطريقة سحرية، عاش حياة فقيرة ولكنه لم يستسلم أبدًا. كان هدفه الوحيد هو أن يعبر عن صوت قصر أولاد امبارك وأرفود للعالم بأكمله.
هشام بركات، هذا العازف المبدع والعاطفي، لم يتوقف عن تقديم الفن الراقي الذي يجعلنا نعيش في عالم من الجمال والإلهام. من خلال البومه الجديد “لا للعنف” ، قدم لنا رسالة قوية باللغة الفرنسية وألحان موسيقية عربية بامتياز. إنه يسعد النفوس ويجمع الثقافات، فهو فعلاً “موهبة مصقولة” لا يُضاهى.
لذا، نحن نقدر ونشكر منطقة ارفود على إنتاج هذا الإبداع المتألق الذي يحمل عالمية قصر أولاد امبارك وتراث المنطقة بفخر. نتمنى لهشام بركات المزيد من النجاح والتألق، وأن يستمر في إسعاد الناس الذين يحظون بامتياز برؤية هذا الموسيقار الفريد من نوعه.
هكذا تكاد المقالة تلمس روح الفضول والاستكشاف التي تدفعنا لاكتشاف الكنوز المخفية في مجتمعاتنا. قد تكون المدينة صغيرة قليلاً ولكنها تحمل حياة وإبداع هائلين.
بقلم ، مراد مزراني