24 C
Dakhla
الأحد, فبراير 16, 2025
spot_img
الرئيسيةالمغربسياسةبين تحريض وتجاهل.. هل يستجيب المغاربة لدعوات خالد مشعل؟"

بين تحريض وتجاهل.. هل يستجيب المغاربة لدعوات خالد مشعل؟”

لا يخفى على أحد أن خالد مشعل، زعيم حركة حماس الفلسطينية، لديه سجل طويل من محاولاته المستمرة في استفزاز الرأي العام العالمي عبر تصريحاته وأفعاله المثيرة للجدل. وقد أحدث ضجة جديدة حين ظهر في فيديو تحريضي يدعو الشعب المغربي للضغط على ملكهم لسحب التطبيع مع إسرائيل.

عندما يشاهد الإنسان هذا الفيديو، لا يمكنه سوى أن يضحك بصوت عالٍ على هذا الفعل المضحك. فخالد مشعل يعتقد أنه يملك الحق في التدخل في شؤون الدول الأخرى وتوجيه الأمور لصالح ما يراه هو الصواب، ولكن هل ينجح في إثارة الشعوب وتحريك المشاعر؟

في الواقع، خالد مشعل يقع في فخ تفكيره الضيق والمحدود، حيث يعتقد أن الشعوب ستجيب على نداءه وتتحرك وفقاً لمصلحته. لكن الحقيقة أن الشعوب لديها عقولها الخاصة وقدرة على التفكير المستقل واتخاذ القرارات الخاصة بها.

وليس هناك مبرر لتدخل خالد مشعل في شؤون المغرب أو أي دولة أخرى. فمسألة التطبيع مع إسرائيل أو أي قضية سياسية أخرى هي قرار سيادي يتخذه القادة وحكومات الدول بناءً على مصالحها ومتطلباتها الاقتصادية والسياسية. ولا يحق لأي شخص خارجي أن يحاول توجيه الأمور كما يريد.

لا يعترف خالد مشعل بالعلاقة العريقة بين الملك والشعب المغربي، ويحاول أن يصورها بأنها علاقة سطحية ومجرد وجود للملكية. لكن الواقع هو أن الملك هو رمز للوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي في المملكة المغربية، والشعب المغربي يحبه ويحترمه ويعتبره ملكه الحكيم.

يا خالد مشعل، فلتصحو من أحلامك الوهمية وتدرك أن الشعب المغربي لن يتأثر بتصريحاتك الفارغة ومحاولاتك اليائسة لإثارة الاضطرابات في البلاد. فالمغاربة يعرفون تماماً موقعهم ومكانتهم، ولن يسمحوا لأحد بالتدخل في شؤونهم الداخلية.

فلتحترم سيادة الدول وحقها في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها، واترك الشعوب لتحدد مواقفها بحرية. وإن كنت تريد المساهمة في قضية فلسطين، فاعمل على تعزيز الوحدة بين الدول العربية والمسلمة والتوحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من الانشغال بأمور لا تعنيك.

خالد مشعل، النداءات الفارغة لن تجدي نفعاً، فالشعوب تبحث عن السلام والرفاهية والتقدم، ولن تقبل أبداً أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية. فلتغير من طريقة تفكيرك وتراكم معرفتك واحترامك للسيادة الوطنية، فقط حينها سيستطيع أحد أن يأخذك على محمل الجد ويتصل بك للحصول على التوجيه الذي تعتقد أنك تستحقه.

بقلم محمد ميساوي

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات