مقابل جمالها وتنوع ثقافاتها، تحمل قارة أفريقيا حكاية ماضٍ قاسٍ. فبين عامي 1885 و 1962، خططت القوى الاستعمارية في باريس لاستغلال هذه القارة الواعدة وتقسيمها على نحو استعماري قاسٍ. بالفعل، نسجت فرنسا خريطة جديدة لإفريقيا بأكملها، مُعتمدة على مؤتمر برلين عام 1884-1885.
في غضون تلك الفترة، أرادت فرنسا توسيع نفوذها وسط القارة السمراء. قامت بتعيين ظباطها لتعيين حدود دول جديدة مثل المغرب، الجزائر، موريتانيا ومالي، وقاموا بترسيم هذه الحدود الوهمية التي تجاوزت عرقيات الشعوب وأثنياتها
ومع ذلك، لا تظن أن إفريقيا قد نسيت ما فعلته فرنسا. إنها قد أدركت تمامًا أن فرنسا ليست والدتها التي يرثها حدودها. فالشعوب الإفريقية بلغت مرحلة جديدة من الوعي والنضج، حيث يسعون إلى استعادة كرامتهم واستقلالهم الحقيقي
بالنظر إلى المستقبل، يجب على فرنسا أن تراجع استراتيجيتها تجاه إفريقيا. ينبغي لها أن تتحول من دور السلطة الاستعمارية إلى شراكة عادلة ومتبادلة. يجب عليها أن تؤمن بأن الحرية والاستقلال لشعوب إفريقيا هي حقٌ من حقوق الإنسان الأساسية، وأن حدودها اللعينة ليست سوى خطوط على الخريطة للدلالة فقط.
عزيزي القارئ، لقد جاء الوقت لإفريقيا لكي تواصل نضالها وتبني مستقبلًا حرًا ومزدهرًا. إنها تبتعد عن ماضيها المؤلم وتستأصل بذور الاستعمار عن طريق التعاون والتضامن والتطور. لنكن داعمين لها في هذه الرحلة الجديدة، ولنزودها بالمساندة والتعاون الذي تحتاجه للخروج من ظلال الاستعمار والتحرر نحو مستقبل مشرق.